واصل ليفربول عروضه القوية وأسقط مانشستر يونايتد على ملعبه "أولد ترافورد" 4-1 مهدياً مدربه الإسباني رافايل بينيتيز فوزه الأول على هذا الملعب الخاص بمانشستر يونايتد حامل اللقب والمتصدر وذلك في إطار المرحلة السابعة والعشرين من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
وعاد ليفربول الذي كان سحق ريال مدريد الإسباني برباعية نظيفة في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي إلى دائرة المنافسة على لقبه الأول منذ عام 1990 والتاسع عشر في تاريخه لأنه بات على بعد أربع نقاط من "الشياطين الحمر".
وألحق ليفربول الهزيمة الأولى بمانشستر على "اولدترافورد" في الدوري منذ 10 شباط/فبراير 2008 عندما سقط أمام جاره مانشستر سيتي (1-2)، وذلك بعدما كرر سيناريو نتيجة مباراة الذهاب عندما تخلف صفر-1 قبل أن يعود ويفوز 2-1 وهو ما حصل اليوم لأن فريق "الشياطين الحمر" افتتح التسجيل قبل أن يعود ويخسر اللقاء بسبب خطأين فادحين من مدافعه الصربي نيمانيا فيديتش الذي طرد في الشوط الثاني.
والفوز هو الأول لليفربول على مانشستر في عقر دار الأخير منذ عام 2004 عندما تغلب عليه حينها 1-صفر بهدف سجله داني مورفي من ركلة جزاء في مباراة قادها الن وايلي الذي كان حكم مباراة اليوم التي شهدت ركلتي جزاء.
وأهدى ليفربول مدربه بينيتيز فوزه المئة مع الفريق والأول في عرين "الشياطين الحمر"، لأن الفوز الأخير الذي حققه فريق "الحمر" على مانشستر في عقر داره كان قبل قدوم الإسباني الذي انضم للفريق صيف 2004 قادماً من فالنسيا الإسباني.
وأوقف ليفربول أيضاً مسلسل انتصارات مانشستر التي بلغت 12 على التوالي.
ويملك ارسنال الرقم القياسي (14 انتصاراً متتالياً) لعدد الانتصارات المتتالية في الدوري الممتاز وهو سجله من شباط/فبراير حتى آب/أغسطس 2002 عندما حقق 13 فوزاً متتالياً في نهاية موسم 2001-2002 ثم أضاف فوزاً أخر في بداية موسم 2002-2003.
وتجدر الإشارة إلى أن ارسنال كان آخر من يسقط مانشستر وذلك في 8 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي (2-1)، فيما كانت الخسارة الأخرى في الدوري هذا الموسم على يد ليفربول بالذات (2-1) في 13 أيلول/سبتمبر الماضي في لقاء كان الوحيد الذي يتقدم فيه مانشستر هذا الموسم ثم خسره في النهاية.
وانفرد ليفربول بالمركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن تشلسي الذي يلعب غدا مع مانشستر سيتي.
يذكر أن مانشستر يملك مباراة مؤجلة يخوضها مع بورتسموث في 22 نيسان/ابريل المقبل.
أحداث اللقاء
وبدأ مدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون المباراة بإبقاء البلغاري ديميتار برباتوف على مقاعد الاحتياط، فيما بدأ الأرجنتيني كارلوس تيفيز المباراة أساسياً إلى جانب واين روني الذي نجح في المرحلة السابقة أمام نيوكاسل (2-1) في تسجيل هدفه الخامس على التوالي وهو أمر لم يحققه في السابق.
وأجرى فيرغوسون تعديلات أخرى على التشكلية التي فازت الأربعاء على انتر ميلان الايطالي 2-صفر في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فأشرك الكوري بارك جي سونغ والبرازيلي اندرسون منذ البداية فيما جلس الويلزي راين غيغز وبول سكولز على مقاعد الاحتياط.
أما بينيتيز فأبقى مواطنه تشافي الونسو خارج التشكيلة واحتفظ بالهولندي راين بابل على مقاعد الاحتياط رغم تألقه في مباراة الثلاثاء الماضي أمام ريال مدريد الإسباني (4-صفر) في دوري الأبطال، في الوقت الذي شارك فيه البرازيلي لوكاس ليفا والإسباني البرتو رييرا أساسيين، كما هي حال المدافع الفنلندي سامي هيبيا الذي أدرج في التشكيلة الأساسية في اللحظات الأخيرة بسبب تعرض الإسباني الفارو اربيلوا للإصابة ما اضطر جايمي كاراغر للعب في مركز الظهير الأيمن.
وبدأ مانشستر اللقاء ضاغطاً بهدف تسجيل هدف يريح أعصاب جمهوره إلا أنه فشل في تهديد مرمى الحارس الإسباني خوسيه رينا بشكل فعلي، ما سمح لليفربول في استيعاب فورة مضيفه تدريجياً ومن ثم مبادلته السيطرة التي كادت أن تثمر عن هدف عندما تلاعب الإسباني فرناندو توريس بالدفاع وتوغل داخل المنطقة وواجه الحارس الهولندي ادوين فان در سار لكن عندما كان يهم بالتسديد تدخل فيديتش ببراعة لإبعاد الكرة من امامه (20).
وجاء رد مانشستر يونايتد مثمراً ومن ركلة جزاء بعد خطأ ارتكبه الحارس رينا على بارك جي سونغ عندما حاول الأخير أن يلاقي تمريرة بينية مميزة من تيفيز، فانبرى لها البرتغالي كريستيانو رونالدو بنجاح (23) على يمين الحارس الإسباني، رافعاً رصيده إلى 13 هدفاً في الدوري هذا الموسم.
ولم ينعم مانشستر كثيراً بالهدف لأن توريس نجح في إدراك التعادل بعد 5 دقائق فقط مستفيداً من خطأ فادح من فيديتش الذي فشل في التعامل مع تمريرة السلوفاكي مارتن سكرتل بالشكل المناسب، فخطف توريس الكرة منه ثم انفرد بالمرمى قبل أن يسدد في الزاوية اليمنى الأرضية لشباك فان در سار، مسجلاً هدفه التاسع.
وكاد رونالدو أن يضع مانشستر في المقدمة مجدداً عندما انفرد برينا إلا أن الحارس الإسباني تدخل ببراعة ليحرمه من الهدف الثاني (34)، قبل أن يتكرر سيناريو مباراة الذهاب عندما حوّل ليفربول تأخره إلى فوز (2-1)، إذ حصل فريق "الحمر" على ركلة جزاء في الدقيقة 44 عندما ارتكب الفرنسي باتريس ايفرا خطأ على القائد ستيفن جيرارد داخل المنطقة فأشار الحكم الن وايلي إلى نقطة الجزاء، وانبرى لها جيرارد بنفسه وسددها داخل شباك رينا، مسجلاً هدفه العاشر.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني كان رونالدو قريباً جداً من إدراك التعادل إلا أن كرته ارتدت من يدي رينا إلى القائم الأيمن (48)، ثم كاد الحارس الإسباني أن يتسبب بالتعادل عندما أخفق في التعامل مع ركنية اندرسون فأفلتت الكرة من يديه قبل أن يعود وينقذ الموقف ويلتقطها عند خط المرمى (57).
وحصل مانشستر على فرصة أخرى في الدقيقة 63 عندما لعب رونالدو كرة عرضية من الجهة اليمنى وصلت إلى روني على القائم البعيد فعكسها إلى تيفيز لكن الأخير فشل في إيداعها الشباك الخالية بسبب مضايقة من سكرتل الذي شد الأرجنتيني بقميصه على باب المرمى.
وفي الدقيقة 73 زج فيرغوسون بالثلاثي برباتوف وسكولز وغيغز دفعة واحدة بدلاً من بارك جي سونغ واندرسون ومايكل كاريك على التوالي، إلا أن وضع "الشياطين الحمر" تعقد أكثر فأكثر عندما ارتكب فيديتش خطأً أخر عندما فقد الكرة أمام جيرارد ثم حاول أن يوقف الأخير فأوقعه أرضاً ليحصل على بطاقة حمراء لأنه كان آخر مدافع، وانبرى البرازيلي فابيو اوريليو للركلة الأخرى فسددها بيسراه رائعة في الزاوية اليسرى لفان در سار (77)، ثم اكتملت "المذلة" عندما نجح المدافع الإيطالي البديل اندريا دوسينا في تسجيل هدف رابع رائع لليفربول بتسديدة ساقطة من خارج المنطقة مستغلاً تقدم فا در سار وذلك في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.